logo
السبت 18 شوال 1445هـ 27-4-2024م 9:47 ص

شعارنا : قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾.

 

يبدو أن المريدين لا يعرفون أنفسهم , ولا يدركون حجم مسئوليتهم في هذه الحياة.  وكانوا مخطئين إذ اعتقدوا أن دعوة الشيخ الخديم السنية الإصلاحية دعوة لهم فحسب , ولا يجب أن تتعدى أسوار بول وكجور ونجامبور , فدعوة الشيخ الخديم عامة وشاملة وموجهة إلى البشرية جمعاء .

فمن واجبهم أن يكونوا على مستوى المسئولية وأن لا يدخروا جهدا في نشرها والذود عنها, لأن أساسها توحيد الخالق وإخلاص العبادة له المستندة على العلم, والتأدب بالآداب المرضية, وحب الخير للغير, وكسب حلال يضمن لهم ملك أمرهم. إنها دعوة صالحة لإنقاذ البشرية من الوهدة التي هي فيها, إلا أن سلوك بعض المريدين منفر ومجلب للكراهية والبغضاء ويفسد ولا يصلح ولا يساعد على تحقيق هذه المآرب النبيلة.

ويحكى أن الشيخ الخديم أثناء إقامته في تيين جلف جاءه يوما وفد زائر ومما أوصى بهم: أن لا يكونوا ممن يسعون في البلاد يلطخون سمعته ويدنسون عرضه فسألوه كيف تلطخ سمعته أو يدنس عرضه؟ فقال أن يدعي شخص التعلق والانتساب بي. وإذا قال أو فعل خالفت أفعاله وأقواله ما أنا عليه

فكثير من المريدين اليوم أصبحوا ممن يدنسون دعوة الشيخ وينفرون منها بأقوالهم وأفعالهم وسلوكياتهم. في الوقت الذي كانت البشرية في أمس الحاجة إلى مثل هذه التعاليم السمحاء, لأنها فقدت الثقة من دعوات كثيرة منسوبة إلى الإسلام لعدم اتصافها بالحكمة والموعظة الحسنة التي اتصفت بهما دعوة القرآن الكريم منذ إعلانها.

 فالمريدون حيثما حلوا أو نزلوا كانوا محل ترحاب واستقبال لما يتحلون به من حسن السلوك , والتواضع, والمسالمة, وعدم التدخل في شئون الغير, وحب الخير للجميع. بيد أن تصرفات بعضهم بسبب المصالح الضيقة والرغبة في التفوق على الأقران ولو على حساب تعاليم الشيخ الخديم التي هي تعاليم القرآن والسنة جلبت للمريدية أعداء كثر, وخيبت آمال الكثير من الذين ينظرون إليها كإحدى أطواق نجاة الإسلام في هذا العصر الذي كثر المتربصون به الدوائر

وحب الشيخ الخديم حق طبيعي ومشروع لكل مريد , ولكن أن يتحول إلى تأليه لا يقبله أحد بل هو جريمة مرتكبة في حق الله تعالى وفي حقه وفي حق كل مسلم. وكذلك قراءة قصائد الشيخ الخديم  للتبرك ولمعرفة فحوى رسالته أمر ضروري,  لكن أن تصبح بديلة عن قراءة القرآن , أو معيارا توزن به مريدية المريدين ومدى إخلاصهم وحبهم له لا شك أنها انحراف وتجن عليه وعلى دعوته.

المريد الحقيقي من يسعى دوما لكسب أتباع وأحباب ومتعاطفين جدد للشيخ الخديم بسلوكه وأقواله وأفعاله وبتمسكه بتعاليمه التي هي توحيد الله وعبادته, وفعل الخير ونيته لجميع المسلمين

بقلم صالح امباكي مرتضى