شعارنا : قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾.
غاية المؤسسة هي: تكوين إنسان مسلم صالح، ينفع دينه ووطنه على أكمل وجه.
كانت قضية تربية المسلمين وتنمية المجتمع شغلا شاغلا للشيخ محمد المرتضى في سبيل مواصلة جهاد الشيخ الوالد الشيخ أحمد بَمْبَ Bamba مؤسّس الطريقة المريديّة الذي اتخذ التربية والتعليم وسيلة لجهاده السلمي، وقد صرح بذلك في قوله:
إِنِّي أجاهِدُ بالعلوم وبالتُّقَى عبداً خَديماً والمُهيْمِنُ شاهِدُ
ولتوسيع نطاق هذه التربية الإسلامية وتكييفها مع ظروف العصر، أسّس الشيخ معاهده الإسلامية لتتبنى مناهج جديدة مع المحافظة على علوم وقيم المدرسة التقليدية، وتتمتع بوضعية قانونية تمكّن الخريجين فيها من مواصلة دراساتهم في تخصصات متنوّعة. وفي كُتيّب أصدرته الإدارة العامّة للمؤسّسة تعريفٌ بالمؤسّسة وبيانٌ لأهدافها العامّة كالآتي:
"الأزهر مؤسّسة إسلامية ثقافية اجتماعية معترف بها من طرف الحكومة السنغالية تحت الرقم 73-11-78بتاريخ 15/12/1978م، وتُعنى بنشر الثـقافة الإسلامية عن طريق التعليم، وذلك بإنشاء معاهد عربية إسلامية، وتنظيم لقاءات فكرية ثقافية، وإصدار مجلة ودوريات ثـقافية.
وتتمثّل الأهداف العامّة للمؤسّسة في:
ولتحقيق هذه الأهداف تعتمد المؤسّسة على عدد من الوسائل نص على بعضها قانونها الداخلي، وهي:
من خلال التعريف والأهداف المعلنة تظهر الأهمية التي توليها المؤسّسة للجانب الثقافي والاجتماعي في عملها، فهي مؤسّسة تربويَّة بالأساس ترتكز على إنشاء المعاهد وتسييرها لتوفير التربية والتكوين للنشء، وأما الأنشطة الاقتصادية الاستثمارية فهي تمثّل مصادر تمويلية، وكان الشيخ المؤسّس يُوظفها لدعم العملية التربويَّة؛ ببناء المرافق، وتغطية العجز في الرواتب، وإيجاد فرص عمل للمتخرجين ونحو ذلك. ومن تلك الوسائل والأدوات الاستثمارية التي أقامها الشيخ محمد المرتضى "شركة التعاون للتجارة، وشركة الأزهر للنقل البري، والأزهر للطباعة، والأزهر للزراعة، والأزهر للمخابز.
1- التربية والتعليم وما يقتضيانه من بناء مدارس ومساجد، وتكوين كوادر أكفياء تكوينا يسمح لهم بالقيام بهذه المهمة على أحسن وجه.
2- الدعوة إلى "كلمة سواء" بالحكمة والموعظة الحسنة.
3- إقامة مشاريع وأنشطة تنموية، سعيا إلى تحقيق اكتفاء ذاتي للأزهر.
لقد تم تأسيس المؤسسة من قبل الشيخ محمد المرتضى سنة 1974م
نشأة المؤسّسة:
مر ميلاد مؤسّسة الأزهر بمراحل قبل ظهور أول معهد من معاهدها في منتصف السبعينيات من القرن العشرين، فلم يكن فتح معهد إسلامي سهل المنال في ظل سيطرة السلطات الاستعمارية الفرنسية على البلاد، وقد كانت فكرة إحداث نقلة نوعية في المنظومة التربويَّة الإسلامية تراود الشيخ محمد المرتضى في الخمسينيات من القرن العشرين قبل حصول السنغال على الاستقلال، وبدأ يُجري اتصالات مكثّفة مع خلفاء الطرق الصوفية والزعماء المسلمين لعرض الفكرة عليهم وللحصول على موافقتهم قبل طلب التصريح من الإدارة الاستعمارية لفتح معهد إسلامي لتدريس العلوم الشرعية، وقام بهذه الخطوة تحسبا لما يمكن أن تتذرع به هذه الإدارة لعرقلة المشروع وإجهاضه.
حصل الشيخ على تصريح لفتح المعهد في سنة 1378ه/1959م ولكنه واجه صعوبات كبيرة في بنائه، وظل "بمثابة مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وتكوين النشء تكوينا إسلاميا أوليّا، وسار الأمر على ذلك النمط حتى انتهت عملية بناء الفصول للمراحل الثلاثة (الابتدائية والاعدادية والثانوية). وقد تمّ الاحتفال بمناسبة افتتاحه في 16 ربيع الآخر 1395ه/ 27 من أبريل 1975م في اجتماع شعبي ورسمي حضره رئيس الجمهورية آنذاك، وعديد من السفراء، وكبار رجال الدين، والعلماء، وكثير من الشخصيات الإسلامية في السنغال".
إن الأهداف المعلنة لمؤسّسة الأزهر الإسلامية تعكس رؤية الشيخ أحمد بَمْبَ Bamba مؤسّس الطريقة المريديّة ومنهجه في الجمع بين العلم النافع والعمل الصالح والأدب المرضي، بين النظرية والتطبيق، وتمثّل فلسفته في ضرورة الاعتماد على الذات. وعلى هذا الأساس جمعت المؤسّسة بين الدور التربوي والاجتماعي والثقافي، وهذه الأدوار كلّها تندرج تحت الدور الدعوي المتمثّل في نشر تعاليم الإسلام وقيمه.
فالمؤسّسة تؤدي دوراً تربوياً بارزًا من خلال معاهدها المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وما تُخرجه من حملة الشهادة الثانوية في كلّ سنة (بلغ عددهم 6138 خريجا خلال عشر سنوات 1434هـ إلى 1439هـ/ 2013- 2023م)، وكثير من هؤلاء ينخرطون في سلك المدرسين في وزارة التربية الوطنية، وبعضهم يواصلون دراساتهم في الجامعات. وكلّهم يحملون الرسالةَ التربوية للمؤسّسة التي تربَّوا فيها.
ومن الناحية الاجتماعية، توفّر المؤسّسة فرص عمل للمتخرّجين الذين لم يواصلوا دراساتهم من خلال الشركات التنموية التي كان الشيخ المؤسّس قد أنشأها لمثل هذه الأغراض، كما تساعد في تخفيف متاعب التنقل للتلاميذ والمعلمين عند الحاجة، وتقدم مساعدات مادية للمرضى والضعفاء. والمنشورة التي أصدرتها الإدارة العامّة في سنة عام1421ه/2001م توضح أن المؤسّسة تقوم "بدور فعال في التنمية الاجتماعية، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك فرص عمل لحملة الشهادة الثانوية أو الإعدادية الذين لم يتمكّنوا من مواصلة دارساتهم في الجامعات لسبب أو لآخر، فوظَّفت المؤسّسة بعضهم في مجال التعليم، والبعض الآخر في الإشراف على شبكة النقل البري (الأزهر للنقل البري) التي جعلها فضيلة الشيخ [محمد المرتضى] وقفا لله تعالى، وهي شبكة تربط عاصمة السنغال دكار Dakar بمختلف العواصم الإقليمية بأسعار رمزية".
وللمؤسّسة أيضاً دور مهمٌّ في علاج الانحرافات السلوكية والجرائم، حيث إنها تفتح أبوابها "للتلاميذ المفصولين من المدارس العمومية نتيجة فشلهم في امتحانات الشهادة "دون اعتبار عامل السن، فتعيد تأهيلهم وتعليمهم حتى يعود لهم الأمل في حياة كريمة. ومن المعروف أن الفشل الدراسي عامل بارز من عوامل الانحراف في المجتمع.
وفيما يخصّ الدور الدعوي، فما تقوم به المؤسّسة من الخدمات في الجانب التربوي والاجتماعي خدمة للدعوة الإسلامية لكون هذه الخدمة وسيلة من وسائل نشر تعاليم الإسلام وقيمه في المجتمع، وإلى جانب تلك الخدمات تقوم بأنشطة أخرى من أجل "نشر الثقافة الإسلامية والوعي الإسلامي، وذلك بواسطة اللقاءات الفكرية التي تنظّمها اللجنة الثقافية العامّة ضمن برامج عملها (...) من تنظيم محاضرات مهمّة حول القضايا التي تهم المسلمين، إلى جانب المجلة (رسالة الأزهر) التي تصدرها باللغتين العربية والفرنسية، وتهتمّ بنشر المبادئ الإسلامية مع الاهتمام بقضايا المسلمين أينما كانوا، والتعريف برجالات العلم والإسلام في السنغال.
أدخلت مؤسّسة الأزهر تطويراً في مناهج التعليم الإسلامي العربي الذي كان سائداً في المجالس التعليمية؛ فتبنَّى في البداية المناهج الأزهرية المطورة التي تشمل، إلى جانب موادِّ الدراسات الإسلامية والعربية، موادَّ علمية، واجتماعية، ولغات أجنبية (الفرنسية والإنجليزية)، ثم عملت على تكييف محتويات هذه المواد مع البيئة المحلّية.
وهكذا كان لمؤسّسة الأزهر الإسلامية منهج متكامل يشمل: المواد الإسلامية، والمواد العربية، والمواد العلمية والاجتماعية، واللغات الأجنبية (هناك خطة لإدخال اللغات المحلّية).
الهيكل التنظيمي للمؤسّسة:
كانت مؤسّسة الأزهر الإسلامية بالسنغال في بدايتها معهداً للدراسات الإسلامية له إدارته الخاصّة في دار السلام اندامNdam، قبل أن يفتح الشيخ معاهد أخرى في عديد من الأقاليم مثل كولاخ kaolack وتياس Thiès ودكار Dakar وسانت لويس Saint-Louis وبامبي Bambey وغيرها، وكانت لكلّ معهد إدارته الخاصّة، وكان مدير المعهد الأم مشرفا على إدارات المعاهد الفرعية. وفي سنة 1411ه/1991م تمّ إنشاء إدارة عامّة مستقلة للمؤسّسة ومقرها دار السلام اندام، ومهمتها الإشراف على سير الأمور وتطويرها.
أ- الإدارة العامّة
تُسيِّر شؤون المؤسّسة إدارةٌ عامّة تحت إشراف رئيس دائم، ويكون- كما نص عليه القانون الداخلي - الأكبرَ سناً من أبناء المؤسّس الشيخ محمد المرتضى امباكي _رضي الله تعالى عنه_، وهو المسئول الأول الذي يشرف على المؤسّسة، ويضع سياستها العامّة، ويحدد الخطوط العريضة لأعمالها ومهامّها، وتتكوّنُ هذه الإدارة العامّة من: المدير العام، ونائبه، ومديري المراكز، ورؤساء الأقسام، والأعضاء المعيَّنين من قبل المدير العام (من ١ إلى ٥).
وفي الإدارة العامّة خمسة أقسام وعشرة مكاتب، وهي:
التوثيق والشهادات و إدارة الامتحانات
٢- قسم الإشراف والتكوين وتطوير المناهج، وفيه مكتبان: أ) الإشراف والتكوين، ب) تطوير المناهج
٣- قسم الشؤون المالية، وفيه ثلاثة مكاتب: أ) التفتيش المالي والمحاسبة، ب) حفظ الممتلكات والصيانة ج) المشاريع والاستثمارات.
٤- قسم الشؤون الإدارية والعلاقات العامّة، وفيه مكتبان: أ) التواصل، ب) التخطيط وشؤون العاملين.
٥- قسم الشؤون الثقافية والتنظيمية، وفيه مكتبان: أ) التنشيط الثقافي والتنظيم، ب) البحوث والإصدارات.
ب- المؤتمر العام:
تعقد المؤسّسة مؤتمراً عاما مرة في كلّ عامين بحضور نصف المدعوين على الأقل، وإذا لم يجتمع النصاب القانوني دُعِي إلى اجتماع آخر في غضون أسبوعين، وفي هذه المرة يكون الاجتماع قانونيا مهما كان عدد الحاضرين، ومهمّة المؤتمر العام هي دراسة أوضاع المؤسّسة وإصدار توصيات بهدف تحسين عملها.
أعضاء المؤتمر العام هم:
ويرأس المدير العام أو من يعينه اللجنة المكلّفة بالتحضير لفعاليات المؤتمر العام.
تمّ تقسيم المدارس التابعة للمؤسّسة من الناحية الإدارية إلى مراكز، وفروع رئيسة، ومدارس قروية، ويستند هذا التقسيم إلى معايير محددة منها: الموقع الجغرافي والإمكانات المادية والبشرية والحجم. فالمدارس القروية تتبع الفروع الرئيسة وهي بدورها تتبع المراكز.
المراكز والفروع الرئيسية:
ونظرا لكثرة فروعه حيث بلغت 103 معهدا تم تقسيمه مؤخرا إلى ثلاث مراكز :
ب- الفروع خارج السنغال
معهد الأزهر بدوالا Douala في دولة كاميرون Cameroun