logo
السبت 18 شوال 1445هـ 27-4-2024م 11:59 ص

شعارنا : قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾.

 

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:

              فضيلة الشيخ مام مور

              أصحاب السماحة الشيوخ الأجلاء

              أيها الحضور الكرام

   السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

     فمرة أخرى نلتقي بكم في مدرج دار العليم الخبير بدار السلام ندام للاحتفال بالنتائج الجيدة التي حققها أبناؤنا في امتحانات الشهادة الثانوية الحكومية الأخيرة والتي برزت فيها مؤسسة الأزهر الإسلامية كعادتها.

    فتأتي مشاركة هذا العام الأحسن في تاريخ المشاركات إذ بلغت نسبة النجاح فيها 79 بالمئة وهي نسبة تفوقت على العام الماضي الذي كان يحمل                                             الرقم القياسي في أعلى نسبة مئوية حصلت عليها المؤسسة وقد بلغت 75 بالمئة والملاحظ أن النتائج التي تحققها مؤسسة الأزهر منذ بدء الحكومة في تنظيم الشهادة الثانوية العربية عام 2013 وهو العام الذي بلغت نسبة النجاح فيها 44 بالمئة وهو المرة الوحيدة التي حصلت فيها على نسبة أقل من ال50 بالمئة في حالة تصاعد وتحسن مستمر حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم وهو 79 بالمئة مما يدل على المجهودات الجبارة التي يبذلها قسم الامتحانات برئاسة الأستاذ المخضرم محمد المصطفى جوب وبالتعاون مع الإدارات المحلية وهيئات التعليم في المعاهد وتحت القيادة الرشيدة لرئيس المؤسسة الشيخ مام مور حفظه الله ورعاه

     وأذكر للإخوة الأزهريين أن الصعود والوصول إلى القمة ليس بالأمر السهل لكن الأصعب منه الحفاظ على مكانتك في القمة فيجب أن يكون شعاركم لا التنازل ولا المساومة في هذه المكانة بل السعي الجاد إلى تحقيق المزيد من الأهداف التي رسمها لكم الشيخ المؤسس – رضي الله عنه – وسهر على تنفيذها الشيخ مام مور مبكي وتتمثل في نشر العلم والمعرفة وتربية أبناء المسلمين على المبادئ والقيم الإسلامية، وتعويدهم العمل والإنتاج، والاعتماد على النفس، وألا يكونوا عالة على أحد .

   وقد حققت مؤسسة الأزهر الشيء الكثيرة خلال العقود الخمسة الأخيرة وساهم في سياسة محو الأمية في البلاد وزيادة عدد القراء وفي محاربة الجهل والبطالة والفساد الخلقي

     و فرضت نفسها كلاعب أساسي في ميدان العلم والمعرفة خلال تاريخه القصير الذي لا يتجاوز نصف قرن وكان أبناؤها العمود الفقري للحركات العلمية في مدينة طوبى مما يؤكد بعد نظر المؤسس الشيخ محمد المرتضى رضي الله عنه وإدراكَه لحاجات مجتمعه

فكرس حياته وبذل نفسه ونفيسه لأجل إقامة هذه الصروح العلمية الكثيرة التي تثبت يوما بعد يوم أهميتها وحاجة المجتمع إليها

     فعلينا إذن نحن الأزهريين مسئولية الحفاظ على هذه الإنجازات التي تحققت بجهد وبشق الأنفس والقيامً بحمايتها وتطويرها لكي يبقى للأزهر حضور دائم وموطؤ قدم راسخ في ساحة العلم والمعرفة في هذه البلاد

     فالأزهر ليس بمؤسسة منغلقة على نفسها وأنشطته ليست محلية فحسب بل هي وطنية تغطي معظم مناطق البلاد وقلما تجد مدينة أو قرية تخلو من معهد أزهري مما جعلها محل توافق وقبول لدى جميع السنغاليين بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والعرقية فيعيشون في صفوفها جنبا إلى جنب في سلام ووئام

    وقد أنجزت ما أنجزت بجهود ذاتية ولم تستفد كثيرا من الأموال الطائلة التي ينفقها المحسنون في وجوه الخير، وخاصة المريدون الذين ينفقون بسخاء ربما لأنهم لا يعدونها من المؤسسات الرسمية في الطريقة، أو لأنهم لا يعرفون حقيقتها، أو لأنهم لا يعرفون ما ينجزه للإسلام وللمريدية وللبلاد.

     وأدعو فوق هذا المنبر الموقر السلطات الدينية والمحلية ومحبي الخير في المدينة إلى الوقوف إلى جانب المؤسسات التعليمية للدعم والمؤازرة وقد وقفت سدا منيعا ضد الأفكار والتيارات الوافدة وتمكنت من ملء الفراغ في الساحة التعليمية في مدينة طوبى، والذود عنها ضد المتطفلين، وتمهيد الطريق للمؤسسات الناشئة بعد ذلك

       كما أدعو الجميع وخاصة المريدين إلى المساهمة في دعم مؤسسة الأزهر بصفة خاصة فهي ملك لهم ولجميع المسلمين، فدعمها وسيلة من وسائل فعل الخير

    وأخيرا اسمحوا لي بأن أوجه شكري وتقديري إلى الشيخ مام مور رئيس مؤسسة الأزهر على حسن قيادته للمؤسسة وجهوده المستمر في رفع شئونها وشئون العلم والعلماء كما أوجه شكري وتقديري إلى جميع زملائي الأزهريين رجالا ونساء صغارا وكبارا فقد ضحوا بنفسهم ونفيسهم لأجل رفع راية مؤسسة الأزهر في سماء العلم والمعرفة عالية خفاقة دون الانتظار من أحد غير الله الجزاء ولا الشكور وكذلك أوجه شكري وتقديري إلى الحضور وبالأخص المساهمين منهم في إنجاز هذا الحفل وأتمنى لهم جميعا مزيدا من النجاح والتوفيق وشكرا  

 

                                                                      صالح مرتضى مبكي

                                                                      طوبى دار السلام

                                                                   26 أغسطس 2023